خدعة التعليم العمومي



لماذا تنفق الدولة المليلرات لتعليم أبناء الشعب؟ بينما بإمكانها أن تحول الدراسة إلى القطاع الخاص فترتاح من كل هذه النفقات، وتربح من الضرائب المفروضة على المدارس الخاصة.

سؤال وجيه، أليس كذلك! إلا أن كل دول العالم تنهج هذا النهج لسبب معين، فهي تنظر إلى التلاميذ والطلبة على أنهم عمال المستقبل، أساتذة المستقبل، أطباء المستقبل ...

فالدولة (أقصد أي دولة من دول العالم) تحتاج لمن يسير مرافقها، وهذا أمر طبيعي. فلكي تستمر الحياة ويتوازن المجتمع علينا أن نتقاسم المهام ونتعاون على بناء مجتمع متوازن، يلبي حاجات نفسه بنفسه.

أين الخدعة إذا؟!

الخدعة تكمن في أن البرنامج التعليمي الذي توفره الدولة مجانا لتلاميذنا وطلبتنا الهدف منه أن يلبي حاجات السوق.

 فإن كانت الدولة بحاجة إلى مهندسين بعد عشر سنين لأنها ستدخل في صفقات صناعية مع بعض الدول لتصنيع السيارات أو الطائرات، فهي تقوم بتشجيع الطلبه بدراسة الهندسة الميكانيكية في كل وسائل الاعلام إلى أن يقتنع الجميع أن هذه الشعبة هي شعبة رائعة وتذر مالا وفيرا.

ما المشكلة إذا؟

إن كنت فعلا سأستفيد ماديا واجتماعيا بحصولي على وظيفة رائعة، فما دخلك أنت؟ ولم تلمح في هذا الموضوع الى أن هذا إختيار خاطئ ؟!

الحقيقة أنني لا أحاول أن أؤثر على رأي أحد، ولكنني أبحث عن أصحاب الهمم، عن المتميزين لأطلب منهم أن يختاروا مستقبلهم بأنفسهم وأن لا يسمحوا لأحد بأن يختار مصيرهم.

فإن كنت تلميذا أو طالبا عاديا، هدفك الرئيسي من الدراسة أن تحصل على وظيفة ما، تربح منها دخلا محترما لتؤسس بيتك وتعيش حياة عادية كأغلب سكان هذا الكوكب، فاختر أن تسير نحو الفرص الممنوحة من طرف الدولة أو بعض الشركات الخاصة. وسيكون اختيارك هذا سليما لا يمكن لأحد أن يلومك عليه.

أما إن كانت لك أحلام تريد أن تعيشها، وأهداف تود أن تحققها ... فأنصحك أن ترفض الانسياق خلف مغريات وسائل الاشهار. وأن تبدأ بالتخطيط لأهدافك لتعيش أحلامك في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى .

هذا ما فعله كل عظيم ارتفع شأنه وسجل اسمه في التاريخ. كلهم قاموا بشئ أو عدة أشياء غير عادية. لأن أغلب الناس يقومون بأشياء عادية في هذه الدنيا ولا أحد يلاحظ ذلك.

وماذا يفعل العظماء؟

 العظماء من ميزاتهم أن يختاروا مستقبلهم بأنفسهم ثم يخططوا لذلك المستقبل، فهم يختارون أي تعليم سيتلقون وأي مدرسة سيدرسون بها وأي أشخاص سيعاشرونهم ...

خلاصة القول يختارون بعناية كل من وما يحيط بهم كي يساعدهم على تحقيق أهدافهم، يقومون بكل هذا وهم يفكرون في مساعدة الناس، فهم ليسوا أنانيين كي يخططوا لنجاحهم الخاص فقط. بل نجاحهم مبني على مساعدة غيرهم.

منهم من اخترع دواء وساعد الانسانية على التخلص من مرض خطير، ومنهم من اخترع الكهرباء فأنار كل البيوت، ومنهم من اخترع الانترنيت وربط العالم ببعضه فسهل وصول المعلومة من أقصى الأرض إلى منزلك مباشرة ...

هؤلاء هم الناجحون فعلا والذين لن ينساهم التاريخ أبدا، فكن واحدا منهم واختر مستقبلك بنفسك، واختر ما تريد دراسته، وابحث عنه في الانترنيت إن لم تجده في مدينتك، تعلمه بل أتقنه ولا تكتفي بذلك، قم بالإضافة عليه.

ولا تنسى أن تجعل أول هدفك مساعدة الانسانية بما ستقدمه لها، أما مسألة الشهرة والمال فسيكونات نتيجة حتمية لجودة وأهمية ما ستقدمه لنا.

سأنتظرك إن شاء الله تعالى، سأنتظر اليوم الذي ستتصل بي لتخبرني أنك قرأت هذا المقال ففكرت مليا في محتواه ثم قررت أن تحدد مصيرك، وأخذت ورقة وقلما ثم خططت لمستقبلك، وبدأت من اليوم الأول في تنفيذ أول خطوة، قمت بكل هذا وأنت تعلم أنك ستجد عقبات وصعابا في المسقبل، لكنك لم تهتم لأنك تعلم أنك ستصبح أحد العظماء، وأن الله عز وجل سيساعدك ويمدك بالعون لأنه يعلم صلاح نيتك ويعرف أنك تريد مساعدة الناس ...

وفقك الله ورعاك
الفيسبوك تابعنا من على هنا 

هناك تعليق واحد:

  1. مقالة في قمة الروعة اتت في وقتها شكرا

    ردحذف

chammsdinn@gmail.com