كن مهندس حياتك

كن مهندس حياتك ولا تكن كأغلب الناس...
فما أكثر الذين يتقنون فن الشكوى. تراهم يشتكون من الجو صيفا وشتاء، ومن قلة فرص النجح في الدراسة إذا كانوا تلاميذ أو
طلبة . ثم بعد ذلك يشتكون من انعدام فرص الشغل المحترم. ويشتكون من غلاء الأسعار إذا صاروا آباء وأمهات. 

وما أكثر من يتقن فن إخفاء الأسباب الحقيقية لفشله. ويتهم كل من حوله. يتهم أبواه أنهم لم يوفروا له فرصة إرث يرثه، ويتهم المجتمع أنه علمه عادات سلبية لا يستطيع أن يتخلص منها، ويشتكي من الحكومة أنها لا توفر فرصا متكافئة لكل أبناء الشعب . 

قد يكون كل هذا صحيحا ، لكنها ليست أسبابا لبكاء والجلوس في البيوت كالعجائز ، بل هذه كلها تسمى تحديات الحيات، عليك مواجهتها وركوب موجاتها لتحقق نجاحات أفضل مما تخيلت يوما. لان هذا طريق المتميزين في هذه الدنيا . بدراسة حياتهم  تجد أن أغلبهم قد واجهوا مشاكل كبيرة الى أن حققوا أهدافهم وأهدافا لم يحلموا بها قط. 

اقرأوا حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وحياة خلفائه الكرام ، اقرأوا حياة الأئمة الأربعة لتعرفوا ما الذي قاسوه من أجل تبليغ هذا الدين لنا كما أنزل ، ولتعرفوا كيف عاشوا حياة غير عادية ، فهم الذين اختاروا اتجاههم ونفذوا الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافهم دون تدمر أو شكوى، بل يحتسبون التعب ومحاولة التعلب على الصعاب لله تعالى كي ينالوا الأجر كاملا.

ولمن هم مبهورون بالغرب ، ادعوكم لتقرأوا قصة نجاح ستيف جوبز مؤسس شركة أبل الشهيرة، وغيره ممن غيروا اتجاه العالم وأثروا فيه. وستجد أن هؤلاء لا يتوفرون في قاموسهم على كلمة مستحيل ...

اعلم أخي أن سرّ النجاح في الحياة ان تتيقن أن حياتك ملكك ، وانت مهندسها . انت مالكها وانت الربان فيها، فتقبل مسؤوليتك وقم بدورك فيها بأن تخطط لانجاح نفسك في هذه الدنيا وتبني نجاحا عظيما للآخرة إن شاء الله تعالى.

واعلم ايضا ، أن النجاح في الحياة هو نتيجة سلسلة من النجاحات الصغيرة المتتالية التي تتجمع نتائجها لتعطيك النجاح العام في كل جوانب حياتك.

اكتب اهدافك وقسم كل هدف الى خطوات صغيرة وكلما أحسست أن خطوة تحتاج الى مزيد من التقسيم قسمها.
انطلق في تنفيذ هذه الخطوات الصغيرة، قيم باستمرار اداءك ونتئجك ثم عدل ما يجب تعديله .
لا تتوقف ابدا قبل ان تحقق اهدافك.
بهذا تكون مهندس حياتك ومالكها.

وفقك الله ورعاك وسدّد خطاك.

اقرأ ايضا : اول خطوة نحو النجاح.