النجاح .. والجنس الآخر.

نظرت إليها فاستغربت لما رأيت ، حسبتها فتاة أخرى لكنها كانت هي بعينها ولحمها وشحمها ...
غير أنها أكثر وضوحا ، فقد أظهرت تفاصيل جسمها بشكل ملحوظ .. كشفت عنقها وذراعيها ، لبست ثوبا أحمر اللون برّاقا يخبر الناظرين - من ضيقه - تفاصيل جسمها . وللوصف بقية لكنني سأتقي الله في فتاة في سن ابنتي ولولا خوفي عليها وعلى أمثالها ما كتبت هذه التدوينة .
جمّد المشهد  الكلمات في حنجرتي . لم أستطع ان اشيح ببصري ومن الصعب أن تشيح ..  فقد كانت تلبس لباسا مزركشا ببعض الحلي البرّاقة وقد جلست في مكان تصله أشعة الشمس فانعكست على جذران القسم بكل ألوان قوس قزح . وكلما حركت المسكينة رأسها أو ذراعيها تحول القسم إلى قاعة الحفلات الراقصة ( الديسكو) لا ينقصه إلا الموسيقى الصاخبة وبعض أنواع الخمر..
لقد كانت تشبهه ( سكينة ) في مسلسل ( ريا وسكينة ) هكذا تخيلتها والعياذ بالله .
 أعلم ، لقد أطلت  الوصف . وما فائدته إن لم  أقترح علاجا للموضوع والذي يكاد يمسّ جل أبنائنا وبناتنا . لكن أتدري لماذا اطلت الوصف لأن الفتاة منذ أن عرفتها كانت محجبة محتشمة لاترفع نظرها عن الأرض ومجتهدة في دراستها . وزد على ذلك أنها صديقة حميمة لابنتي هداهم الله أجمعين وهدى جميع أبناء المسلمين .
نظرت إليها ونظرت إلي أشرت لها بأصبعي فتبعتني على الفور خارج القسم . سألتها : " ماهذا يابنتي ؟ ما الذي فعلتيه بنفسك ؟ ماهذا اللباس ؟ ما الذي تريدين قوله للمحيطين بك ؟ هل أصبحت رخيصة الثمن ؟ هل تبحثين عن صديق لمغامرة غرامية ؟ هل أصبحت تبيعين لحمك ؟ أم أنك تخليت عن الدراسة واستبدلتيها باللهو والمسامرة ؟أم لعلك عاشرت بعض سيئات الخلق ؟ "
نعم اطلقت عليها سيلا من الأسئلة ولم تكن تجيب . ولم أكن انتظرها أن تجيب . ولعله سيختلف معي بعض التربويين ويقولون لي كان عليك ان تستمع لها أولا ثم تنصحها ثانيا ، كما أنها حرّة في نفسها ولست وصيا عليها .
أقول لهم أن الفتاة صديقة ابنتي وأعرف عنها كل شيء ولست بحاجة لأسمع لها كي أعرف ما بها ... كما أن هذا الكلام سبقته تلميحات بين الحين والآخر لعلها ترجع دون تجريح .لكن الأمر زاد عن حده الآن.
ونزولا عند رغبة تربويينا سألتها :" ماذا قال لك أبوك ؟" فأجابت على الفور :" لم يقل لي شيئا " وللإيضاح فقط فأبوها رجل أعمال وأغلب وقته في العمل .
ثم أضافت مدافعة عن نفسها :" ... عندما تحجبت كان ذلك نتيجة لتحجب ابنتك ، أما الآن فالجو حار وقد فكرت أن أزيل حجابي .. " فأجبتها :" يابنتي لا تنقصي من شأنك ، ولاتجعلي الكلاب المسعورة تنهش جسمك وإن فعلت فلا تلومن إلا نفسك . " ثم أضفت :" أنت الآن أمام خياران ، إما أن تحتشمي لربك وتتوبي إليه وإما سآمر ابنتي أن تفارقك "
لم ترفع عينيها عن  الأرض إلا مرة أو مرتين .. نظرت إلي وقالت   :" حاضر أستاذ "  ثم انصرفت إلى مكانها داخل القسم.
نظرت أنا إلى السماء وقلت في نفسي ( النجاح .. والجنس الآخر ) سأكتب هذا الموضوع في مدونتي فبالتأكيذ سيستفيد منه الكثيرون والكثيرات ممن كانوا يفكرون أو هم مترددون في أمر علاقة مع الجنس الآخر .
ففي سن معينة من حياة كل شاب وشابة تعرض عليه فتنة الجنس بعد أن يشعر أن جسمه قد بدأ يتغير ونفسيته قد بدأت  تتغير ... فإن لم ينتبه شبابنا ضاعت فرص ثمينة من حياتهم . فالعلاقات مع الجنس الآخر أقل ما يمكن أن تؤديك به أن تشتت تركيزك عن أهدافك .
دون الحديث عن الحلال والحرام فهذا أم لانقاش فيه ، فما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشطان ثالثهما . فأنت أخي وأختي بحاجة لكل طاقتك لتصل إلى أهدافك وتواجه تحدياتك . وأنا أعتبر الاهتمام باالجنس الآخر من ألذ أعداء النجاح .
لا تفهمني خطأ ، لا اتحدّث عن الزواج الشرعي فهذا ستر وبركة ودافع قوي نحو النجاح ( هذه شهادة مجرب ) أنا أتحدث عن الصداقات العابرة الغير الشرعية التي تحدث بين شاب وشابة والعياذ  بالله ، فهذا من السلبيات التي ورثناها عن الغرب .

سأوافيكم بنتيجة نصيحتي لهاته الفتاة بعد ان التقي بها ثانية ، فادعوا الله لها ولأبناء وبنات هذه الأمة بالهداية والنجاح .

وفقكم الله جميعا لما يحبه ويرضاه . أتمنى أن أعرف رأيكمم في الموضوع .




كيف تستعد للامتحانات ( ابراهيم الفقيه) 






هناك 7 تعليقات:

  1. معك حق أستادي الفاضل

    ردحذف
  2. بارك الله فيك استاذ حسن

    ردحذف
  3. هذا صحيح

    ردحذف
  4. هذا صحيح

    ردحذف
  5. هذا صحيح

    ردحذف
  6. معك حق ولكن انا افهم الفتاة وربما عليك ان تفعل نفس الشيء

    ردحذف
  7. جزاك الله خيرا فعلت معروف

    ردحذف

chammsdinn@gmail.com