الذكاء والدراسة 2 ( ابتكر لنفسك أسلوبا للدراسة )

جائني أحد التلاميذ شاكيا محاولاته المتكررة في تعلم اللغة الفرنسية ( اللغة الثانية بالمغرب) دون جدوى.



وأضاف قائلا :( لقد تعلمت اللغة الانجليزية في سنتين وفي وقت الفراغ فقط ، أما الفرنسية فقد تعبت واستسلمت والمصيبة أنني سأمتحن فيها هذه السنة . والنتيجة التي سأحصل عليها في هذه اللغة ستؤثر كثيرا على نتيجتي هذه السنة ) .


سألته عندها : ( كيف تعلمت اللغة الانجليزية؟ ) 
أجابني مبتسما :( من الافلام والموسيقى والقصص ... ) 
ثم سألته ثانية :( وكيف علموك اللغة الفرنسية في المدرسة  ؟ أو لنقل ، كيف حاولوا أن يعلموك الفرنسية ؟) 
أجاب ،وقد تغيرت ملامحه  :( كنا ندرس قواعد اللغة والصرف والتحويل و....)
قاطعته :( وهل نجحت هذه الطريقة ؟) 
اجاب مباشرة :( بالطبع لا ) 
- ( وهل نجحت الطريقة التي تعلمت بها الانجليزية )
اجاب :( بشكل كبير ، لدرجة انني احببت هذه اللغة فلا اتوقف عن تعلمها والكلام بها ولو مع نفسي ) 
عندها قلت له :( إذا اتبع أسلوبك هذا في دراسة اللغة الفرنسية ، وستحصل على نفس النتيجة ان شاء الله تعالى )

نظر الي في صمت ولم يجب ، فقلت له عندها :( اعلم انك تبحث عن حل لمشكلة اختبار الفرنسية اخر هذه السنة الذي عليك ان تعد له من الآن ، وليس لديك الوقت الكافي . فمثل هذا الامر استشر فيه استاذك في اللغة الفرنسية لانه ادرى بنوع الاسئلة التي ستمتحنون فيها ، كما انه أعلم مني بستواك  وسيعطيك طريقة لتستعد بها للامتحان ) 

لكنني أفضل أن تتبع دائما اسلوبك وطريقتك في الدراسة . أنت ادرى بنفسك ، لعلك تحب السهر ، ولعلك تحب النوم باكرا . وقد تكون ممن يحبون حفظ الدروس حرفيا ، بينما تجد آخرون يفضلون تلخيص الدرس ثم حفظه . و مجموعة ثالثة تفضل ان تعيد كتابته باسلوبها قبل ان تحفظه.

ومن الناس من يحتاج للمراجعة مع اصدقائه ليستوعب اكثر ويتحفز بهم . ومنهم من  لا يستطيع التركيز الا ان كانت غرفته مقفلة عليه.

ما علاقة كل هذا بالذكاء ؟ 
هناك حكمة تقول :( أنت ذكي فيما تركز عليه ). فإن ركزت على مادة الرياضيات بطريقة معينة أصبحت مجتهذا فيها لدرجة يعتبرك أقرانك من الاذكياء ، لكنك تبقى غبيا في المواد التي لم تركز عليها .

ركز على جميع المواد التي تدرسها في المدرسة، وابحث دائما عن الاساليب التي تمكنك من تطوير مستواك في كل واحدة منها . اسأل اساتذتك ، واسأل السيد جوجل أو السيد يوتيوب فحتما سيجيبوك.

وفي النهاية ابتكر لنفسك طريقة لتدرس بها وانت تتمتع بينما مستواك يتحسن يوما بعد يوم.

لكن كل هذا لن يأتي الا بتخطيط جيد ، فتعلم كيف تعد برنامجا ممتعا كي لا تسأم بعد عدة أيام. فتعلم لغة وإتقانها هي مسيرة عدة سنوات من المثابرة والصبر على تنفيذ ما خططته.

وأفضل مادة تتعلمها تلك التي تحبها وتميل إليها نفسك، لذا لا تبدأ في تعلم شيء تنفر منه. وإن كنت مضطرا لتعلم مادة معينة رغم أنك لا تحبها ، فابحث عن الأسباب التي ستجعلك تحبها .

أجب عن سؤالين : ما الفائدة التي سأحصل عليها إن تعلمت هذه المادة ؟
                         ما الفرصة أو الفرص التي سأفقدها إن لم أتعلمها ؟

باجابتك على هذه السؤالين ، وكتابتك للجواب في ورقة تقرأها كل حين، تعد لنفسك أسبابا تحفزك على المضي قدما في التعلم وطلب المزيد.

وفقك الله ورعاك .




<!-- End of adf.ly bann

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

chammsdinn@gmail.com