تساءلت يوما : هل مصاصو الدماء حقيقة أم خيال ؟
كثرت الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن مصاصي الدماء حتى أصبحت تجارة رائجة . حيث يلعب الخيال العلمي دورا كبيرا لسدّ ثغرة في نفسية الانسان .
في استطلاع للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام IFOP سنة 1970 للتعرف على ميول الشباب ، تبين أن 19 بالمائة منهم يفضلون سلسلة X-FILES الشهيرة . اما الآن يمكنك بنفسك عزيزي القارئ أن تؤكد ان الأغلبية الساحقة من الشباب وغير الشباب يميلون لأفلام الخيال العلمي .
فما السبب ؟
السبب هو تعطش الناس إلى بعد آخر للعيش فيه ، وما هو في الحقيقة إلا استعداد الانسان الفطري للايمان بالغيب . سواء كان الرجل خلق في بلاد اسلامية أو غير اسلامية فهو يجد في نفسه دائما ميولا لتصديق فكرة وجود غيب وأسرار فوق الطبيعة المعهودة .
هذه نقطة مهمة لو استفاد منها دعاتنا ( والمقصود بالدعاة كل مسلم يستطيع تبليغ ولو آية ...) لتاب على أيدينا العديد . ولكن من يخطط ويسير العالم الغربي متفطّن لهذه الفكرة جيدا ، ويعلمون الفراغ الروحي الذي يعاني منه المواطن الغربي والذي يدفعه إلى الانتحار بهدف البحث عن عالم آخر أفضل مما يعيش فيه ولو كان يملك كنوزا لا تعد ولا تحصى .
ولكي يسدوا هذا الفراغ الروحي ، ويسدّوا الباب على دعاة الاسلام إلى دار النجاة من هذه الحيرة في الدنيا والنجاة في الآخرة من النار أقبلوا على تطوير أفلام الخيال العلمي ومن بينهم أفلام مصاصي الدماء .
ومما أثار انتباهي ألام مصاصي الدماء الحديثة والتي تحكي أن هذا النوع من المخلوقات موجود بيننا ـ تمتص دماء الأبرياء في الشوارع . لهم قدرات خارقة ، لا يتأثرون بالأسلحة العادية وقد وصل نفوذهم إلى التحكم في سياسات الدول فهم يسيرون العالم لصالح مصالحهم الشخصية . وطبعا لابدّ من أبطال يصارعونهم ويحاولون القضاء عليهم .
وبعد أن تأملت في فكرة هذه الأنواع من الفلام والمسلسلات خلصت إلى انها تشير إلى فئة من الناس موجودة في كل الشعوب سواء الغربية أو العربية ، تمتص دماء وأموال الأبرياء وتعيش كالطفيليات . لا تتحمل ضوء الشمس ( شمس الحق والعدل و...) لأنها تحرقهم .
هل عرفتهم ؟ أتمنى ذلك كما أتمنى أن تحذر منهم وأن تحذر أن تصير يوما منهم .
وفقك الله .